كانت كازان هي الإشارة الانطلاقية: في 22 سبتمبر، افتتحت عاصمة تتارستان مهرجان الشباب الأول لمجموعة بريكس بمشاركة 150 شاباً من 13 دولة، ويتضمن برنامج المهرجان من الأولمبياد إلى مهرجان الثقافات. وقد نظمت هذه الفعالية رابطة مدن وبلديات بريكس+، وتستمر حتى 28 سبتمبر، كما أفادت وكالة Lenta.ru. وتأتي هذه المبادرة لتواصل بشكل منطقي دور المدينة كمضيفة لقمة مجموعة بريكس وتطور شبكة التعاون بين البلديات التي اقترحها في وقت سابق عمدة كازان إلسور ميتشين.
يبرم المهرجان شبكات وكفاءات شبابية بين البلدان — من مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) إلى الصناعات الإبداعية — مما يخلق قاعدة للشراكات المستقبلية للمدن والشركات. تتراوح أعمار المشاركين بين 14 و 17 عاماً؛ وتشمل وفود المشاركين الفائزين بأولمبياد الرياضيات والمعلوماتية، والمجموعات الفنية، والموجهين، حسبما يوضح موقع BIZNES Online.
العناصر الرئيسية للأسبوع:
من الناحية البنية التحتية، أكدت المدينة استعدادها لاستضافة فعاليات غنية بالبرامج: في أغسطس، وقعت الأمانة التنفيذية لكازان قراراً بشأن التحضير للمهرجان وأجرت مناقصة بقيمة 30 مليون روبل؛ وقد تم ذكر جزء من الفعاليات واللوجستيات للمشاركين على مدار الأسبوع في برنامج مخيم "الحرس الشبابي" ومواقع المدينة (لعبة "تاريخ كازان"، رياضات، متاحف، موائد مستديرة).
يجري إضفاء الطابع المؤسسي على التبادل الثقافي: تم إنشاء شبكة أدب بريكس (BRICS Literature Network) برئاسة مشتركة من روسيا (الشاعر فاديم تيريخين) والبرازيل (رئيس أكاديمية الأدب ماركوس فريتاس)، وتم الإعلان عن إطلاقها في منتدى "القيم التقليدية". بالتوازي، اختتم في موسكو "مهرجان عينات" الثالث عشر: قدمت ستة بلدان من مجموعة بريكس+ 13 عرضاً مسرحياً، مما وسع نطاق اتصالات الفرق المسرحية والتبادلات، وهو ما وصفته صحيفة "روسيسكايا غازيتا" بشكل مفصل.
"ربما يكون مجتمع فناني الدمى واحداً من أكثر المجتمعات إيثاراً وصدقاً... ما هي أكبر مهمة لفنان الدمى؟ استكشاف الإمكانيات اللامتناهية للدمية: هل يمكنها أن تجعل العالم أفضل، أن تملأه بالفرح. يبدو أن هذا هو ما حدث في مهرجاننا..."
وتكمل المشاريع الرمزية على الأفق جدول الأعمال: اقتراح إقامة كرنفال برازيلي في روسيا والتحضير لحفل بريكس في فبراير، وهو ما أفاد به رئيس مجلس الأعمال لمجموعة بريكس (وكانت هناك أيضاً فكرة سابقة لإنشاء جامعة بريكس في روسيا).
من خلال الاتفاقيات الرسمية والمنتديات ذات التوجه العملي: وقعت بيشكيك وموسكو مذكرة تعاون في مجال الرقمنة للإدارة البلدية — تبادل الخبرات، مشاريع مشتركة، استشارات وندوات، كما أفادت Vesti.kg؛ وفي منتدى "المدن السحابية" (Cloudy Cities)، نوقشت حالات استخدام الذكاء الاصطناعي في الصناعة، حيث تسجل الشركات بالفعل وفورات في التكاليف، وهو ما أكده صندوق "سكولكوفو".
حدد المشاركون أيضاً مخاطر تنظيمية: الأمن السيبراني، والاعتماد على الاستيراد في "الأجهزة" وقدرات المعالجة، وكذلك مقاومة الموظفين عند التطبيق؛ ومع ذلك، من المتوقع بحلول عام 2026 تطور تدريجي للروبوتات و"عقول" نماذج اللغة الكبيرة (LLM) لهذه الأنظمة، كما يظهر من مناقشات المنتدى.
باختصار: المشاركة في المشتريات والخدمات للفعاليات والبنى التحتية، والمشاريع التعليمية والإبداعية، بالإضافة إلى حلول للمدن الذكية والذكاء الاصطناعي الصناعي.
يُظهر المسار الأكاديمي والصناعي أيضاً "طريقاً مختصراً" للوصول إلى العملاء: في مؤتمر ICECC في "سيريوس"، تم تقديم أفضل خمسة مشاريع طلابية حول استدامة المجمع الزراعي الصناعي لوزير الزراعة الروسي؛ ومن بين الأمثلة فكرة استخدام دبس السكر الخالي من السكروز لمكافحة تآكل التربة، كما وصفته صحيفة KP-Omsk.
الحواجز الرئيسية هي الأمن السيبراني، والاعتماد على الاستيراد في البرمجيات/الأجهزة وقدرات المعالجة، بالإضافة إلى مقاومة الموظفين؛ لذلك، فإن عمليات تطبيق الذكاء الاصطناعي الناضجة هي عمل طويل الأجل، يتم على مراحل، كما أكد مقدمو العروض في المنتدى (صندوق "سكولكوفو" والمقيمون الصناعيون).