في ظل تصريحات المسؤولين الأمريكيين السابقين والحاليين حول فرض رسوم جمركية وعقوبات جديدة ضد الدول التي تتعاون بنشاط مع روسيا، يعزز تحالف بريكس+ التنسيق الاقتصادي والسياسي. تهدف هذه الإجراءات إلى تقليل الاعتماد على الدولار وبناء نظام عالمي أكثر عدلاً، وهو ما يعتقد المحللون أنه يسرّع من عملية إزالة الدولرة وتغيير التوازن الجيوسياسي.
تعمل دول بريكس بنشاط على صياغة موقف موحد ورد مشترك على الإجراءات التعريفية التي تفرضها الحكومة الأمريكية. على سبيل المثال، تم تخصيص القمة الاستثنائية لبريكس، التي نُظمت بمبادرة من الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، لمواجهة الإجراءات أحادية الجانب التي تتخذها الولايات المتحدة، لا سيما في مجال التجارة الدولية.
في القمة، عبّر قادة دول بريكس عن مواقفهم:
يعرب المسؤولون الروس أيضاً عن ثقتهم في إمكانات دول بريكس. فقد صرح النائب في مجلس الدوما أناتولي أكساكوف بأن التحالف قادر على استبدال التجارة مع الولايات المتحدة، ويعتقد المستشار المالي ماريا يرميلوفا أن الهند ستواصل زيادة التسويات بالعملات الوطنية.
إن فرض الرسوم الجمركية من قبل الولايات المتحدة يدفع دول بريكس إلى البحث بنشاط عن شركاء تجاريين بديلين وتطوير البنية التحتية المالية الوطنية، مما يسرّع عملية إزالة الدولرة ويعزز الاستقلال الاقتصادي للتحالف.
على الرغم من تصريحات ممثلي إدارة ترامب، مثل بيتر نافارو، حول عدم قدرة دول بريكس على البقاء بدون تجارة مع الولايات المتحدة، إلا أن الخبراء يعبرون عن رأي مخالف. وقد أوضح المدير العلمي لمركز البحوث الاقتصادية التطبيقية في كلية الاقتصاد العليا جورجي أوستابكوفيتش أنه على الرغم من أهمية السوق الاستهلاكية الأمريكية، فإن أي دولة من دول بريكس قادرة على الوجود دون علاقات تجارية مع الولايات المتحدة. ويتفق معه الخبير الاقتصادي الرئيسي في معهد نمو الاقتصاد سمي ب.أ. ستوليبين، بوريس كوبيكين، الذي لاحظ أن العجز التجاري الأمريكي هو نتيجة لمشاكل في اقتصاده الخاص، وليس لسياسات الدول الأخرى.
إن تعزيز بريكس، لا سيما في سياق السياسة الأمريكية العدوانية، يؤدي إلى تغيير في النظام العالمي وتسريع تشكيل نظام متعدد الأقطاب للعلاقات الدولية.
صرح الباحث الأول في معهد الأمن القومي الأمريكي أندرو بورين بأن تحالف بريكس "يحدث تحولًا تكتونيًا في التوازن الجيوسياسي". وبحسب قوله، فإن هناك الآن صراعًا هجينًا يتأرجح بين مرحلتي الحرب الباردة والساخنة.
نلاحظ تغييراً في تشكيل النظام العالمي… هذا التحالف الصغير – على الرغم من أنه كبير في الواقع – يحدث تحولًا تكتونيًا في التوازن الجيوسياسي. — قال أندرو بورين.
يعتقد المحلل السياسي وخبير الشؤون الأمريكية مالك دوداكوف أن الغرب يدرك الخسارة التدريجية لنفوذه، حيث إن الوزن الاقتصادي لدول بريكس يفوق بالفعل مؤشرات مجموعة السبع. ويتفق معه رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما ليونيد سلوتسكي، مشيراً إلى فشل "السياسة الغربية" وتعزيز بريكس وشنغهاي للتعاون.
محاور تعاون إضافية:
وبالتالي، على خلفية الضغط العقابي، تتحول بريكس من تحالف غير رسمي إلى أداة جيوسياسية قوية قادرة على مواجهة الإجراءات أحادية الجانب بفعالية وصياغة نظام عالمي بديل.