تطور مجموعة بريكس+ بنيتها التحتية الرقمية الخاصة بنشاط، مما يعزز سيادتها التكنولوجية وينشئ آليات مالية بديلة. يتم التركيز على إطلاق المنصة الدولية لنجاح الذكاء الاصطناعي لبريكس+ (BRICS+ AI Success Hub) لتبادل الخبرات في مجال الذكاء الاصطناعي، وإنشاء بنك تنمية منظمة شنغهاي للتعاون، الذي يمكن أن يصبح بديلاً للأنظمة الدفع الغربية. تهدف هذه الخطوات إلى إلغاء الدولرة وتشكيل عالم متعدد الأقطاب، حيث تكتسب دول الجنوب العالمي المزيد من الاستقلال الاقتصادي والسياسي.
تعمل دول بريكس+ وشركاؤها بنشاط على إنشاء مساحة موحدة للتحويل المتبادل للممارسات في تطبيق الذكاء الاصطناعي. لهذا الغرض، سيتم إطلاق المنصة الدولية لنجاح الذكاء الاصطناعي لبريكس+ (BRICS+ AI Success Hub) في نوفمبر. وبحسب ما ذكره النائب الأول لرئيس مجلس إدارة بنك سبيربنك ألكسندر فيدياخين في إطار منتدى الشرق الاقتصادي، بدأ تطوير المنصة بعد الإعلان عن إنشائها في المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبرغ في يونيو 2025.
تُنفذ المبادرة بالشراكة الاستراتيجية مع التحالف العالمي للذكاء الاصطناعي للصناعة والإنتاج (UNIDO). ووفقاً لـكلمات فيدياخين، دعا «سبير» في مؤتمر WAIC 2025 إلى توحيد الجهود لتطوير معايير فعالة، وضمان أمن وأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى حماية حقوق الإنسان والحريات، وهو ما لاقى دعماً من الصين.
تمتلك التطورات الروسية في مجال الذكاء الاصطناعي إمكانات تصديرية كبيرة لأسواق دول بريكس، حيث يوجد نمو مطرد في استهلاك التقنيات الرقمية، خاصة في القطاع العام، أشار فيدياخين. وأكد أن النجاح في تطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي المحلية في الخارج يتطلب التكيف مع الخصائص اللغوية والثقافية والتشريعية لكل بلد.
يعد إنشاء بنك تنمية منظمة شنغهاي للتعاون أحد أهم القرارات التي اتخذت في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين. يمكن أن يكون لهذه الخطوة عواقب استراتيجية هامة في المجال المالي والجيو-سياسي.
يمكن لبنك تنمية منظمة شنغهاي للتعاون أن يؤثر على النظام الاقتصادي الغربي إذا أصبح بديلاً لنظام سويفت ومركزاً إصدارياً. — يعتقد الخبير الاقتصادي أنطون ليوبيتش.
يهدف البنك الجديد إلى بناء نظام مالي بديل للمدفوعات العابرة للحدود. وعلى المدى المتوسط، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور نظام تسوية لاستيراد وتصدير البضائع بين دول المنظمة، مستقل عن الغرب.
يُنظر إلى تعزيز بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون على أنه تهديد للهيمنة الغربية. وصرح الخبير الاقتصادي ألكسندر غوسيف قائلاً، إن هذا لن يسرع من تفكك الاتحاد الأوروبي، ولكنه قد يؤدي إلى خروج دول منفردة غير راضية عن السياسة الأوروبية أحادية الجانب.
تم أيضاً مناقشة في منتدى الشرق الاقتصادي زيادة حجم التجارة بين روسيا والهند إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030. لتحقيق هذا الهدف، يلزم تطوير بنية تحتية مستقلة عن البيئة الخارجية للتسويات واللوجستيات والتأمين وتمويل الشحنات.
تُظهر قمم منظمة شنغهاي للتعاون وبريكس سعي دول الجنوب العالمي إلى بناء عالم أكثر عدلاً وتعددية الأقطاب. وكما أشار الصحفي في وكالة تاس ألكسندر غاسيوك، فإن وسائل الإعلام الغربية تفسر هذه الخطوات بشكل غير صحيح على أنها «مواجهة مع الغرب»، في حين أن الأجندة تهدف إلى التعاون والتنمية.
لا يقتصر توسيع الروابط بين دول بريكس+ على الاقتصاد فحسب، بل يشمل أيضاً المجال الثقافي. على وجه الخصوص، ستُعقد في روسيا:
أعلنت مديرة مركز تنمية الاقتصاد الإبداعي في وكالة المبادرات الاستراتيجية لتعزيز المشاريع الجديدة، يكاتيرينا تشيركيس-زادي، عن إطلاق منصة روسية دولية للتمركز العالمي في مجال الاقتصاد الإبداعي، تهدف إلى الترويج لمشاريع الأعمال الروسية وإنشاء سلاسل إنتاج مشتركة جديدة بمشاركة أكثر من 20 دولة. وهذا يدل على النهج الشامل لدول بريكس+ في تشكيل بنية عالمية جديدة.