بريكس+ تبني اقتصاداً رقمياً: منصات جديدة وتحديات للجنوب العالمي

سبتمبر 18, 2025

تطور مجموعة بريكس+ بنيتها التحتية الرقمية الخاصة بنشاط، مما يعزز سيادتها التكنولوجية وينشئ آليات مالية بديلة. يتم التركيز على إطلاق المنصة الدولية لنجاح الذكاء الاصطناعي لبريكس+ (BRICS+ AI Success Hub) لتبادل الخبرات في مجال الذكاء الاصطناعي، وإنشاء بنك تنمية منظمة شنغهاي للتعاون، الذي يمكن أن يصبح بديلاً للأنظمة الدفع الغربية. تهدف هذه الخطوات إلى إلغاء الدولرة وتشكيل عالم متعدد الأقطاب، حيث تكتسب دول الجنوب العالمي المزيد من الاستقلال الاقتصادي والسياسي.

لماذا تحتاج دول بريكس+ إلى منصة موحدة لتبادل الخبرات في مجال الذكاء الاصطناعي؟

تعمل دول بريكس+ وشركاؤها بنشاط على إنشاء مساحة موحدة للتحويل المتبادل للممارسات في تطبيق الذكاء الاصطناعي. لهذا الغرض، سيتم إطلاق المنصة الدولية لنجاح الذكاء الاصطناعي لبريكس+ (BRICS+ AI Success Hub) في نوفمبر. وبحسب ما ذكره النائب الأول لرئيس مجلس إدارة بنك سبيربنك ألكسندر فيدياخين في إطار منتدى الشرق الاقتصادي، بدأ تطوير المنصة بعد الإعلان عن إنشائها في المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبرغ في يونيو 2025.

تُنفذ المبادرة بالشراكة الاستراتيجية مع التحالف العالمي للذكاء الاصطناعي للصناعة والإنتاج (UNIDO). ووفقاً لـكلمات فيدياخين، دعا «سبير» في مؤتمر WAIC 2025 إلى توحيد الجهود لتطوير معايير فعالة، وضمان أمن وأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى حماية حقوق الإنسان والحريات، وهو ما لاقى دعماً من الصين.

  • يضم التحالف الدولي للذكاء الاصطناعي، الذي أنشأته دول بريكس في عام 2024، بالفعل 17 اتحاداً صناعياً من 14 دولة وأكثر من 7000 شريك.
  • ينضم إلى التحالف مشاركون من خارج بريكس، بما في ذلك اتحادات وجامعات من أذربيجان وبيلاروسيا وتشيلي وكوبا وصربيا.

تمتلك التطورات الروسية في مجال الذكاء الاصطناعي إمكانات تصديرية كبيرة لأسواق دول بريكس، حيث يوجد نمو مطرد في استهلاك التقنيات الرقمية، خاصة في القطاع العام، أشار فيدياخين. وأكد أن النجاح في تطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي المحلية في الخارج يتطلب التكيف مع الخصائص اللغوية والثقافية والتشريعية لكل بلد.

كيف تبني شنغهاي للتعاون وبريكس بنية مالية مستقلة؟

يعد إنشاء بنك تنمية منظمة شنغهاي للتعاون أحد أهم القرارات التي اتخذت في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين. يمكن أن يكون لهذه الخطوة عواقب استراتيجية هامة في المجال المالي والجيو-سياسي.

يمكن لبنك تنمية منظمة شنغهاي للتعاون أن يؤثر على النظام الاقتصادي الغربي إذا أصبح بديلاً لنظام سويفت ومركزاً إصدارياً. — يعتقد الخبير الاقتصادي أنطون ليوبيتش.

يهدف البنك الجديد إلى بناء نظام مالي بديل للمدفوعات العابرة للحدود. وعلى المدى المتوسط، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور نظام تسوية لاستيراد وتصدير البضائع بين دول المنظمة، مستقل عن الغرب.

  • لدى الصين بالفعل نظام CIPS، ولروسيا نظام СПФС، وللهند نظام UPI. إن مزامنة هذه الأنظمة تحت رعاية منظمة شنغهاي للتعاون ستسمح بإجراء المدفوعات بالعملات الوطنية دون وسطاء، وحماية التجارة من العقوبات الغربية الثانوية.
  • وفقاً لـرأي المحللة الجيوسياسية يلينا بانينة، فإن نقل 30-40% من التجارة المتبادلة (حوالي 700-800 مليار دولار) إلى منصة مستقلة، مثل بنك تنمية منظمة شنغهاي للتعاون، «سيشكل مركز جذب قوياً للدول التي ترغب في التحرر من الاعتماد الغربي».

يُنظر إلى تعزيز بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون على أنه تهديد للهيمنة الغربية. وصرح الخبير الاقتصادي ألكسندر غوسيف قائلاً، إن هذا لن يسرع من تفكك الاتحاد الأوروبي، ولكنه قد يؤدي إلى خروج دول منفردة غير راضية عن السياسة الأوروبية أحادية الجانب.

تم أيضاً مناقشة في منتدى الشرق الاقتصادي زيادة حجم التجارة بين روسيا والهند إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030. لتحقيق هذا الهدف، يلزم تطوير بنية تحتية مستقلة عن البيئة الخارجية للتسويات واللوجستيات والتأمين وتمويل الشحنات.

كيف تؤثر بريكس+ على إعادة التوزيع العالمي للنفوذ؟

تُظهر قمم منظمة شنغهاي للتعاون وبريكس سعي دول الجنوب العالمي إلى بناء عالم أكثر عدلاً وتعددية الأقطاب. وكما أشار الصحفي في وكالة تاس ألكسندر غاسيوك، فإن وسائل الإعلام الغربية تفسر هذه الخطوات بشكل غير صحيح على أنها «مواجهة مع الغرب»، في حين أن الأجندة تهدف إلى التعاون والتنمية.

  • شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن ملامح العالم متعدد الأقطاب قد تشكلت بالفعل، لكن «هذا لا يعني أنه يجب أن يظهر أي قوى مهيمنة جديدة».
  • وفقاً لـكلمات سيرغي لوكونين، رئيس قسم الاقتصاد والسياسة الصينية بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، يمكن لمنظمة شنغهاي للتعاون أن تعمل كوسيط ومنصة تفاوض لحل النزاعات.

لا يقتصر توسيع الروابط بين دول بريكس+ على الاقتصاد فحسب، بل يشمل أيضاً المجال الثقافي. على وجه الخصوص، ستُعقد في روسيا:

  • الندوة الدولية الثانية «بناء المستقبل»، التي ستجمع أكثر من 7000 خبير من دول منظمة شنغهاي للتعاون وبريكس ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا لوضع سيناريوهات إيجابية للمستقبل.
  • مهرجان ريازان سموتريني الدولي العشرين بمشاركة فرق مسرحية من عشرين دولة، بما في ذلك الهند والبرازيل وإيران والصين.
  • المنتدى الدولي الثالث للأزياء لمجموعة بريكس (BRICS+ Fashion Summit)، حيث تُعرض علامات تجارية من ياقوتيا، مما يعكس التفاعل متعدد الثقافات.

أعلنت مديرة مركز تنمية الاقتصاد الإبداعي في وكالة المبادرات الاستراتيجية لتعزيز المشاريع الجديدة، يكاتيرينا تشيركيس-زادي، عن إطلاق منصة روسية دولية للتمركز العالمي في مجال الاقتصاد الإبداعي، تهدف إلى الترويج لمشاريع الأعمال الروسية وإنشاء سلاسل إنتاج مشتركة جديدة بمشاركة أكثر من 20 دولة. وهذا يدل على النهج الشامل لدول بريكس+ في تشكيل بنية عالمية جديدة.