كيف يتغير المشهد الإعلامي حول «بريكس» بعد تصريحات ترامب وبروكسل — وماذا يعني ذلك للأعمال؟

نوفمبر 2, 2025

شهدت الخلفية الإعلامية حول «بريكس» (BRICS) اهتزازاً حاداً بعد تصريح دونالد ترامب بأن «الدول تنسحب» من التكتل وأنه «لم يعد هناك حديث عنه»، ليرد الكرملين بأن هذه الإشارات غير موجودة، وأن «بريكس» لا يخطط لعمليات «ضد» عملات أخرى، كما نقل موقع Smotrim.ru. بالتوازي، سمحت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية كايا كالاس باستخدام «العصا والجزرة» ضد الشرق الأوسط لكبح العلاقات مع روسيا — وهي أطروحة وثقتها صحيفة Gazeta.ru.

ماذا قال ترامب بالضبط عن «بريكس» وكيف رد الكرملين؟

ربط ترامب التعريفات الأمريكية بـ "هروب" الدول من «بريكس» وأعلن أنه "لم يعد هناك حديث عن المجموعة"، ليرد المتحدث باسم الرئيس الروسي ديمتري بيسكوف بأن الكرملين لا يمتلك معلومات حول نية دول الانسحاب من التكتل. وقد نشر موقع Smotrim.ru هذا التبادل في التصريحات، نقلاً عن لقاء ترامب مع الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي.

كما أكد الكرملين أن «بريكس» "لم يخطط أبداً لأي شيء ضد" دول ثالثة وعملاتها — مبتعداً بذلك عن تفسيرات "الهجمات على الدولار".

كيف تخطط بروكسل للضغط على الشرق الأوسط لعلاقاته مع روسيا؟

وفقاً لـ كايا كالاس، فإن المفوضية الأوروبية مستعدة للجمع بين الحوافز والقيود لإضعاف تعاون دول الشرق الأوسط مع روسيا — وهو نهج أعربت عنه في إحاطة إعلامية حول "ميثاق البحر الأبيض المتوسط"، كما أفادت صحيفة Gazeta.ru.

وفي تعليق على منطق مثل هذا الضغط، يشير عالم السياسة ديمتري سلونيكوف إلى أن محاولات "رشوة" أو تخويف الشركاء لها ثمن باهظ بالنسبة للاتحاد الأوروبي نفسه، وأن فكرة أن "العالم بأسره قطع الاتصال بروسيا" هي وهم قد يكلف مبادريه غالياً.

هل سيعزز ذلك اتجاهات فك الدولرة وتقسيم نظام الدفع؟

يغذي تصاعد خطاب العقوبات سردية فك الدولرة، ومع ذلك، فإن الموقف الرسمي لموسكو هو أن «بريكس» لا يشن "هجمات" على العملات الأخرى، وهو الأمر الذي أكده بيسكوف بشكل مباشر، بينما يربط الموقع الصيني 360kuai (في نقله عن ABN24) بين احتمال مصادرة الغرب للأصول الروسية المجمدة وبين تسريع الابتعاد عن الدولار وتجزئة المدفوعات، وهو ما تتناقله ABN24.

وفقاً لـ 360kuai، فإن البنوك المركزية "تفقد حماسها" للعملات الغربية وتزيد من حيازاتها من الذهب، وستعرض موسكو من خلال «بريكس» نماذج لحماية الأصول ودوائر دفع بديلة. هذه الأطروحات هي تقييمية وتأتي من مؤلفين صينيين؛ ولا تؤكدها التصريحات الرسمية لـ «بريكس».

ما هي المخاطر قصيرة الأجل في السوق التي ظهرت بالفعل — وأين تكمن الفرص لـ «بريكس»؟

على خلفية الخطاب التعريفي الأمريكي، انتقلت الأسواق إلى وضع "تجنب المخاطر" (risk-off): انهار البيتكوين إلى -17% (أقل من 105 آلاف دولار)، وانخفض مؤشرا S&P 500 و Nasdaq بنسبة 2.7% و 3.6% على التوالي؛ وكان الدافع هو استعداد الولايات المتحدة لفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات من الصين، وقدر جيمي ديمون احتمال حدوث تصحيح كبير بنسبة 30%، كما يفصل موقع "Realnoe Vremya".

"الناس يتحدثون عن تجميع أصول مثل العملات المشفرة. أنا دائمًا أقول إنه يجب علينا تخزين الرصاص والبنادق والقنابل."

جاء هذا الاقتباس في خطاب رئيس JPMorgan جيمي ديمون، والذي يقتبسه أيضاً موقع "Realnoe Vremya".

على هذه الخلفية، يناقش في روسيا الانتقال إلى الأصول الرقمية المنظمة: لوحظ في FINOPOLIS 2025 أن أكثر من 7 ملايين مواطن يستخدمون العملات المشفرة بالفعل، ويقدر حجم العمليات بما يصل إلى 180 مليار دولار، ويقترح جدول الأعمال فكرة عملة مستقرة محتملة لـ «بريكس»، وفقاً لتحليلات "Realnoe Vremya".

  • المصدرون من «بريكس»: تضمين تقلبات أسعار الصرف وتكاليف النقل في الأسعار في حال تصاعد التعريفات بين الولايات المتحدة والصين؛ تثبيت التسويات في فترات "قصيرة" وتنويع عملة العقود.
  • البنوك والتكنولوجيا المالية: تسريع التجارب بشأن التسويات عبر الحدود من خلال الأصول الرقمية تحت إشراف الجهات التنظيمية؛ تقييم التوافق البنيوي مع عملة مستقرة "مشتركة" محتملة لـ «بريكس».
  • المصدرون وتجار التجزئة: إعداد سيناريوهات للطلب/رأس المال في ظل "تجنب المخاطر" والانكماش المحتمل للسيولة؛ تعزيز سياسة التحوط من مخاطر السلع والعملات.
  • المستثمرون: تقليل الرافعة المالية في استراتيجيات المخاطرة، وتنويع فئات الأصول والسيناريوهات (التعريفات، الجيوسياسة، تنظيم الأصول الرقمية).

الخلاصة: دوامة الإعلام حول «بريكس» — من تصريحات ترامب الصاخبة إلى إشارات من بروكسل — تزيد من عدم اليقين، لكنها لا تغير الحقيقة: الأطروحة الرسمية لروسيا هي أن «بريكس» لا يستهدف المواجهة مع العملات الأجنبية؛ وفي الوقت نفسه، تغذي بيانات السوق ووسائل الإعلام الآسيوية الاتجاه نحو دوائر تسوية بديلة. بالنسبة لصناع القرار في «بريكس»، هذا سبب لتسريع "الخطة ب" للمدفوعات والمخاطر — دون انتظار حل سياسي.