كانت المحفز حدثين متكاملين: أسبوع العلوم المفتوح لـ "بريكس+" في شنتشن، وشمل أكثر من 480 ألف مشارك، وإطلاق مختبرات وبرامج مشتركة، بالإضافة إلى التعزيز السريع لمركز موسكو الإعلامي لـ "بريكس+" كمنصة للحوار الإنساني الدولي. حجم وعمق هذه المشاريع المؤسسية يدل على انتقال "بريكس+" من مبادرات فردية إلى بنية تحتية مستدامة للتعاون، حسبما أفادت وكالة تاس و وفقاً لـ News-Asia.
الإشارة الرئيسية هي حجم المشاركة والانتقال من الإعلانات إلى البنية التحتية العلمية المشتركة. أسبوع العلوم (مشروع "Science 0+") عُقد في الفترة من 22 إلى 26 أكتوبر بتنسيق مختلط، وجمع أكثر من 480 ألف مشارك، وعلى أساس جامعة موسكو الحكومية - برينغفيلد افتُتح مختبر روسي-صيني مشترك في المعلوماتية الحيوية، وعُقدت مؤتمرات واجتماعات لأكاديميات العلوم في روسيا وبيلاروسيا والصين، حسبما أفادت وكالة تاس.
التركيز على "الكون الكمي"، والاقتصاد الرقمي، والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى مشاركة الجامعات والمراكز العلمية الرائدة في البلدين، أظهر أن جامعة موسكو الحكومية - برينغفيلد تعمل كرائد للتعليم والبحث الثنائي، وأن "Science 0+" بمثابة واجهة دولية للتعاون العلمي والتكنولوجي التطبيقي.
من خلال منصات مستمرة تجمع دول النواة والجنوب العالمي في سلاسل اتصالات مستدامة. المركز الإعلامي المعلوماتي والثقافي لـ "بريكس+" في مكتبة الأدب الأجنبي، خلال عامه الأول، عقد أكثر من 75 فعالية دولية، ربط أكثر من 20 دولة شريكة، ويعتمد على بنية تحتية للأحداث الهجينة والترجمة المتزامنة، حسبما أفادت News-Asia.
"اليوم، عندما غالبًا ما تتحول المساحة الإعلامية إلى ساحة للصراعات، يصبح من المهم بشكل خاص بناء قنوات موثوقة للتواصل وتبادل الأفكار. المركز الإعلامي لـ "بريكس+" يخلق فرصًا للحوار الصادق والمبادرات الثقافية المشتركة."
موضوع الذكاء الاصطناعي يتجه نحو الثقافة الجماهيرية والتواصل، ويربط المدن والصناعات في دول البريكس. في سوتشي، انتهت تصوير أول مسلسل وثائقي روسي سيبراني بعنوان "الذكاء الاصطناعي في المستقبل" بدعم من الصندوق الرئاسي للمبادرات الثقافية؛ ستغطي أربع حلقات تطور الذكاء الاصطناعي، ودراسات حالة عملية، وتطورات روسية، واستخدام الذكاء الاصطناعي في دول البريكس، حسبما ذكرت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" و أكدت "كولتورومانيا".
يسلط المشروع الضوء بشكل إضافي على ممارسات "المدينة الذكية" (إشارات المرور، مراقبة تحميل البنية التحتية السياحية)، موضحًا كيف تتحول الأشكال الإنسانية (الأفلام، المهرجانات) إلى واجهة للحلول التكنولوجية ونقطة انطلاق للمشاريع التجريبية للمدن.
المبادرات المحلية تزيد من المهارات العملية والتواصل بين الثقافات. في مهرجان العلوم في IRNITU، أُقيمت ورشة عمل حول الروبوتات: قام المشاركون بتجميع منصة بعجلات يمكن التحكم بها على وحدات تحكم دقيقة مع تحميل برامج وإدارة سحابية، حسبما أفادت Baikal24. بالتوازي، عقدت الجامعة مهرجانًا للثقافة الصينية - محاضرات لأساتذة من جامعات صينية، وخط صيني، وحفلات شاي، وألعاب وطنية، وعروض سينمائية، حسبما كتب وكالة الأنباء "ألتاير".
تعزز هذه الصيغ التعاون العملي: من مهارات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) إلى الكفاءات اللغوية والثقافية، وتشرك طلاب المعاهد المتخصصة في دول البريكس.
نظاميًا، يتم تشكيل شبكة كثيفة من المؤسسات الإنسانية والعلمية - من المهرجانات الدولية والتعاون الجامعي إلى العقد الإعلامية - مما يوسع أسواق المنتجات التعليمية والثقافية والتكنولوجية عبر الحدود. تضيف الأجندة العامة أفكارًا جديدة - من البعد البرلماني لدول البريكس إلى جوائز قطاعية محتملة، كما أُعلن في منتدى بمناسبة الذكرى المئوية للدبلوماسية الشعبية (موسكو)، وكما اقترح الكاتب زاخار بريلبين.
تكتيكياً، يفتح هذا عدة مجالات عمل للشركات والجامعات: - الأحداث والخدمات الهجينة: معدات، ومنصات/محطات خدمة للفيديو المتزامن والترجمة المتزامنة، وإنتاج الفعاليات الثقافية والتعليمية الدولية (بالاعتماد على المركز الإعلامي لـ "بريكس+"). - توزيع المحتوى وتوطينه: التعاون مع شبكة TV BRICS الإعلامية والإعلاميين الشركاء للترويج للمحتوى الثقافي والعلمي الشعبي. - المختبرات الجامعية-الصناعية: مشاريع بحث وتطوير مشتركة على أساس الجامعات (مثال: المعلوماتية الحيوية في جامعة موسكو الحكومية - برينغفيلد) وأكاديميات العلوم. - المنتجات التعليمية والترفيه التعليمي (edutainment): محاضرات، وورش عمل، وعروض علمية في إطار "Science 0+" والمهرجانات الجامعية كقنوات لتصدير البرامج التعليمية والمعدات. - الصناعات الثقافية والخدمات الإبداعية: إنتاجات مشتركة (مسلسلات وثائقية، مهرجانات)، جولات فنية ومعارض، متحفية، وسياحة ثقافية. - ممارسات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) الشبابية: روبوتات ومجموعات DIY للجامعات والمدارس، متكاملة مع المنصات السحابية وتطبيقات الهاتف المحمول.
الخلاصة: "بريكس+" تزيد بسرعة من "قوتها الناعمة" عبر منصات مؤسسية، حيث يعمل العلم والتعليم والثقافة كبيئة تشغيلية للتعاون، وليس مجرد واجهة. بالنسبة للشركات، هذه إشارة للدخول المبكر إلى الأنظمة البيئية الناشئة - من خلال الشراكة مع المراكز الإعلامية والجامعات ومنتجي المحتوى - بينما لا تزال حواجز الدخول منخفضة، وتتزايد تأثيرات الشبكة بشكل مطرد.