يتحول النظام المالي لتكتل "بريكس" من مرحلة النقاش إلى مرحلة التطبيق: تستعيد البنوك الروسية وبنوك الدول الصديقة علاقات المراسلة المباشرة وتتخلى عن سلاسل الوسطاء، مما يقلل من العمولات وآجال الدفع، كما تفيد وكالة "برايم". في الوقت نفسه، تعزز إدارات الضرائب البنية التحتية الخدمية للشركات: وقعت مصلحة الضرائب الفيدرالية الروسية والإدارة الفيدرالية للضرائب في الإمارات مذكرة تفاهم وتطلق أدوات شبكية لدعم دافعي الضرائب على منصة "بريكس"، تفيد "الروس في الإمارات".
بالنسبة للشركات، يعني هذا الانتقال من المسارات "الملتوية" إلى ممرات مالية مباشرة يمكن التنبؤ بها.
كان المحفز الرئيسي هو اجتماع التسييس النقدي للعملة الاحتياطية وقرار "بريكس" بتطوير قنوات وخدمات تسوية خاصة بها. في منتدى "فالدای"، وصف الاقتصادي الجنوب أفريقي راسيغان ماهاراج الاعتماد على دولة واحدة ذات وضع متميز وسيطرة على العملة الاحتياطية بأنه مشكوك فيه بشكل متزايد بسبب استخدام الأدوات النقدية كسلاح، كما يكتب موقع "فزغلياد". على المستوى المؤسسي، يضاف إلى ذلك أجندة تكنولوجية: مناقشة إنشاء نظام "بريكس باي" (BRICS Pay) النشط في "بريكس" وتطبيق العملات الرقمية الوطنية، وهو ما أشار إليه رئيس اتحاد الصناعات الروسية ألكسندر شوخين في بث "روسيا 24".
انتقلت البنوك إلى استعادة علاقات المراسلة المباشرة (فيتنام، الهند، الصين، وغيرها)، مما يسمح بالفعل بإجراء التسويات دون وسطاء – بشكل أسرع وأكثر تكلفة، كما يؤكد "برايم". بالنسبة للمصدرين، يؤدي هذا إلى تسريع تدفق الإيرادات، وبالنسبة للمستوردين – يزيد من القدرة على التنبؤ بمواعيد التسليم والسعر النهائي.
تقوم الهيئات التنظيمية بدمج خدمات الدعم. وقعت مصلحة الضرائب الروسية والإدارة الفيدرالية للضرائب الإماراتية مذكرة تفاهم، وفي إطار "بريكس" يتم تطوير سوق رقمي للحلول الضريبية (BRICS Tax Collaboration Tool)، وشبكة لدعم دافعي الضرائب، ونموذج أولي لقاعدة المعرفة الضريبية (BRICS Tax Knowledge Hub). قامت عملية تبادل تجريبية بالفعل بمعالجة طلبات 442 شركة روسية كبرى، كما تفيد "الروس في الإمارات". في ظل التقارب المؤسسي، بلغ حجم التجارة بين الصين وروسيا في العام الماضي رقماً قياسياً بلغ 244.8 مليار دولار، كما أشارت صحيفة "ريالنويه فريما".
"تظهر إمكانية إجراء تسويات مباشرة دون وسطاء إضافيين. بالنسبة للمصدرين، يؤدي ذلك إلى تسريع تدفق الإيرادات، وبالنسبة للمستوردين – يقلل من تكلفة المشتريات ويجعل المواعيد قابلة للتنبؤ."
المسار الرئيسي هو تشكيل بنية تحتية موازية: ممرات دفع مستقرة، ومعايير موحدة للامتثال وتبادل المعلومات، بالإضافة إلى تعزيز دور بنك التنمية الجديد التابع لـ "بريكس" في توحيد قواعد التسوية وخطوط الائتمان التجارية، كما تشير "برايم". على "الجبهة" الدفعية – العملات الرقمية للبنوك المركزية ونظام "بريكس باي" قيد المناقشة، المرتبط بالأصول الحقيقية، والذي تحدث عنه ألكسندر شوخين.
في الوقت نفسه، التغطية الإعلامية ليست متجانسة: تربط عدة سيناريوهات إعلامية لعام 2026 تقليل الاعتماد على الدولار بإطلاق منصات بلوكتشين للتسويات بالعملات المحلية وزيادة دور الذهب في الاحتياطيات، كما يلخصها موقع Belnovosti.by. لا يوجد حتى الآن توافق في الآراء حول وتيرة وشكل التحول.
بالنسبة للشركات، الأهم ليس الجدل حول "نهاية العصور"، بل الوصول العملي إلى القنوات الجديدة وتقليل تكاليف المعاملات اليوم.
"إلغاء عسكرة" الأموال في "بريكس" ليس انهياراً فورياً، بل تركيب متسارع لبنيتها التحتية الخاصة. أولئك الذين يندمجون مبكراً في الممرات والمعايير الجديدة سيتمكنون أولاً من تقليل التكاليف والحفاظ على مواعيد التصدير والاستيراد تحت السيطرة.